الثلاثاء، 8 يناير 2013

معاناة أرستقراطية


انبارح قضينا عيدنا انا و اصدقائى من الشرابية فى مكان أرستقراطى فشيخ و لك ان تتخيل الانبهار اللى كنا فيه
"عالم تانى" "ناس رايقة" "هما دول اللى عايشين
____
اتجمعت انا و اصدقائى اندروا و حسام و حنا على قهوتنا فى الشرابية علشان نفكر هنروح فين .
كل واحد اقترح اقتراح فى اللى قال نتمشى فى شارع شبرا و فى اللى قال نطلع على الكورنيش و فى اللى قال نغير القهوة و نقعد على قهوة تانى فى المنطقة!!
قعدنا ساعتين نفكر و نسلى نفسنا بلعب الدومينو و لكن بلا جدوى
 "حسيت بالقلق من ان ممكن العيد يعدى من غير ما نلاقى حتة نخرج فيها ساعتها عصرت دماغى و افتكرت مكان كنت رحتوا من كام شهر "مكان سرى"
 بيتباع فيه البيرة بأسعار رخيصة وده اللى كان هممنى فى الموضوع
قعدت اتحايل على اصدقائى و قلتلهم على ضمانتى لو المكان معجبكمش خدوا اللى انتوا عايزينة منى
"الا الشرف طبعاً"
و بالفعل قومنا و رحنا للمكان اللى قلتلهم عليه
المكان عبارة عن جزئين جزء خارجى للمدخنين و فى اليوم ده تحديداً كان فاضى و قاعة داخلية و للأسف ممنوع فيها التدخين و ده كان سبب تكديرنا
المهم دخلنا القاعة الداخلية على حس حفلة و رقص وقتها ظهر على اصدقائى علامات الاندهاش
اخدنا طربيزة و طلبنا الطلبات من ضمنهم طلبى المعتاد أزازتين بيرة مشبرين
و تابعنا الاجواء فى المكان كان كل الناس  تقريباً بترقص على اغانى اجنبية و لفت نظرنا راجل عجوز بعكاز كان بيرقص و طاير من السعادة بشكل كوميدى فشخ
و شخص تانى كان محترف رقص ولا مايكل جاكسون بجلالتة قدره
الناس هناك كانوا من جنسيات و الوان مختلفة اختلفت حكاويهم و لكن اتفقوا على الرقص
من وقت للتانى اندروا و حنا كانوا بيخرجوا من القاعة علشان يدخنوا و انا كنت بحصلهم بعد ما اخلص كل أزازة بيرة
و الناس الموجودين كذلك بيخرجوا للتدخين و يرجعوا يكملوا احتفالهم
خرجت على اندرو و حنا لقيتهم بيتكلموا مع راجل ظهر من ملامحة انوا فى الخمسينات من العمر
أندرو بحكم مهنتوا كسائق أجرة بيعرف يفتح حوارات مع اى حد
و كان وقتها الراجل بيحكى انوا اتولد فى مصر من ام مصرية و اب ايطالى و عاش فى ايطاليا و رجع من خمس سنين
أندرو : طيب انت متجوز ؟
الرجل : لا انا مطلق
أندرو : يعنى عايش لوحدك
الرجل : لا انا عايش مع مامى بص انا بطلت شغل و قعدت مع مامى علشان هى ست كبيرة بس انا بشتغل كل حاجة فى البيت لوحدى بطبخ و بغسل و كل حاجة
أندرو : بس برضوا لما تبقى وسط أسرتك و مراتك هيبقى احسن
الراجل : بيتهيئلك بص انا اكبر منك و عارف احسن منك كدة لوحدك أريح بكتير
أندرو : ممكن هى واللهى بتبقى زى البطيخة يا تطلع حمرا يا تطلع ها
الرجل : يا تطلع صيفى هههههههههه
بعدها استأذن مننا الراجل و رجع للقاعة و احنا وقفنا شوية
حنا لأندروا : انا مسكت نفسى من الضحك بالعافية  لما قال انا عايش مع مامى
أندرو : دول يابنى عالم رايقة تلقية ده مثلاً عامل قرشين و بيصرف فيهم ولا فى دماغه اى حاجة "هاف فان" زى ما بيقولوا
يله ندخل
رجعنا القاعة لقينا حسام قاعد منشكح
سئلتوا : مالك يا حسام منشكح ليه شكل المكان عجبك
حسام   المكان لطيف و سكت شويه و قالى فى بنت وتكة عاوز اتعرف عليها قاعده هناك اهى
لمحتها بنظرة و لقيتها فعلاً زى ما حسام بيقول "وتكة" و ملامحها جميلة ولا الاميرات بس تحت عنيها سواد السنين
أنا : طيب يا حسام قوم اتعرف عليها و اتعامل المكان هنا اجتماعى فشخ
"و لكن حسام فضل قاعد فى مكانة بيبص عليها"
قعدنا شوية و سبناه و خرجنا تانى نشرب سجاير لقينا فى وشنا الراجل محترف الرقص و اللى اجزمنا من رقصوا انوا استحالة يكون مصرى طلع من أسيوط
فتح اندروا معاه الحوار و كلمنا عن المشاكل الطائفية اللى بتحصل فى اسيوط و ان قبل ما يسافر كان فى مشكلة فى قريته بين المسيحين و المسلمين و كان كلها ضرب نار و بعد ما خلصت بقوا الجيران المسلمين بيتخنقوا علشان يعزموه فى بيوتهم و بعد ما سافر بيومين بدأ الضرب تانى
و حكلنا انوا كان عايش فى تاكسس ولاية فى امريكا و رجع مصر علشان زهق
أندروا : حد يزهق من امريكا برضوا
الراقص : أنتوا ليه متخيلين ان امريكا سهلة يا شباب الحياة هناك صعبة صعبة كتير انا خسرت كل فلوسى هناك و رجعت من غير ما اعمل حاجة
أندرو : بس برضوا اسمها امريكا يعنى متلاقيش زبالة فى الارض ولا سواق ميكروباص يزنق عليك فى الشارع و انا اعرف ناس مصريين سافروا امريكا و عايشين مستريحين و مبسوطين هناك
"غالباً اندرو بيحب يحسس كل واحد بفشلوا"
الراقص : ده حقيقى بس مش زى ما انتوا فهمين امركيا فيها رشاوى و عليها مديونية بالمليارات للصين
أندرو : بس لسة ماسكة نفسها و فيها قرش حلو
الراقص : اها بس الحياة هناك عاوزه شغل شغل كتير
و استأذن الراقص و رجع للقاعة
فضلنا واقفين بعدها و خرج علينا راجل و ست لنفس الغرض "التدخين"
كانوا بيتكلموا عن يوم 25 يناير اللى جاى و "بيستبشروا" بأنقلاب عسكرى ممكن يحصل على  الاخوان
وقتها كنت رامى ودنى صراحة لأنى أخيراً  لقيت موضوع ممكن افتح حوار فيه
لكن للأسف قطع الحوار خروج "الوتكة" من القاعة بتطوح و فى ايديها أزازة بيرة و سيجارة
الوتكة : ايه يا جماعة مش هنروح
الراجل اللى معاهم : و انتى هتعرفى تروحى كده
الوتكة : هو انا كدة شربت حاجة طيب ده انا فى فرح سوزى شربت تكيلا بلا بلا بلا و بعدين كان فى شامانبا بلا بلا بلا و فى الاخر شربنا فوتيكا نوعها بلا بلا بلا
حولت "الوتكة" مجرى الحوار لأنواع الخمور اللى انا بحقد على اللى بيشربوها اساساً "حقد طبقى"
رجعنا للقاعة و لقينا حسام لسة منشكح
"الوتكة مشيت يا حسام"
قعدنا نتكلم بعدها شوية : "شايفين الاماكن النضيفة مش قهوة محى"
و قطع علينا الكلام الراجل العجوز صاحب العكاز الراقص
العجوز : انتى و انتى و انتى مش بترقصوا ليه
أندرو : مبنعرفش نرقص يا حج
العجوز : فى حد مبيعرفش يرقص انتى سيبى نفسك لمزيكا و هى هترقصك
حسام : طيب تعال اقعد معانا شوية يا حج و احنا نقوم نرقص
العجوز : حاضر حاضر
قعد معانا و أندرو بدأ التحقيق
أندرو : انت اسمك ايه بقى يا حج
العجوز : جونسون
أندرو : عاشت الاسامى يا حج جونسون و منين انت بقى؟
العجوز : من مصر
أندرو : بس انتا شكلك مش مصرى
العجوز : من المعادى
أندرو : منين من المعادى
العجوز : من شبرا
أندرو : منين من شبرا
العجوز : من السويس
أندرو : يعنى مش عاوز تقولى انت منين
العجوز : مش عارف انا منين
أندرو : فى حد ميعرفش هو منين
العجوز : انا معرفش انا منين
و ضحك ضحكة بريئة زى ضحكة الاطفال
حسام : طيب تشرب بيرة
العجوز : لا انا مش بشرب غير نص كوباية علشان انا تعبان
أندرو : طيب انت عندك كام سنة
العجوز : تدينى كام
أندرو : انا معرفش انت قول
العجوز : و انا كمان معرفش
أندروا : برضوا!!
و واصل العجوز الضحك و واصل أندرو التحقيق
أندرو : طيب انت متجوز يا حج جونسون
العجوز : لا أنا مش متجوز
أندرو : امال انت عايش ازاى
العجوز : انا عايش بالحب
وقتها عدت من جنبنا سيدة استوقفها العجوز و اتكلم معاها بالفرنسية
أندرو : الحق دول بيتكلموا فرنساوى
الست بص لأندرو و قالتلوا : انا كمان بتكلم عربى
أندرو سئلها : هو منين
السيدة : من فرنسا و عايش فى مصر
أندرو سئل تانى : هو عندوا كام سنة
العجوز : 78 سنة استريحتى
 قبل العجوز يد  السيدة و انصرفت
أندروا : الله يسهلوا  يا حج جونسون مقضيها انتا
كرر العجوز ضحكتة و سئل : انتى شغالة ايه بوليس؟
أندرو : لا انا شغال سواق تاكسى
العجوز فى قفشه مسرحية  : لا انتى شغالة سواقة
أندرو : بتشتغلنى يا حج جونسون طيب ورينى بطاقتك
العجوز : انتى عاوزه ورقة بطاقة
أندرو : أيوة
العجوز : مش معايا ورقة بطاقة
أندرو : لا لازم يبقى معاك بطاقة
العجوز : طيب خدى ورقة بطاقة
طلع العجوز من جيبه  شريط برشام من النوع اللى بيستخدم  لأغراض الدماغ العالية فى الاوساط الشبابية
 أندرو : اوبا انتا بتتكيف يا حج جونسون
العجوز : اه اه دى علشان العضم بتوجعنى
أندرو : اه سورى يا حج
و رد ليه شريط البرشام
و استكمل
: و انت عايش لوحدك على كدة ؟
العجوز تصنع البكاء : البابا بتاعى مات
و نحن و قد دخلت علينا حيلته : معلش يا حج جونسن
العجوز : و كمان الماما بتاعى مات
أندرو : لا حول الله معلش يا حج هما ماتو من امتى؟
عاد العجوز للضحك : من خمسيييين سنة
لحظتها مرت علينا سيدة أفريقية و اللحت علينا للرقص و شجعنا العجوز
حسام : اشطه طلما عاوزين يبقى هنفرجكوا على الرقص بس مش هنرقص على الاغانى دى
ذهب حسام لمسئول الموسيقى و طلب منوا يشغل اغانى شعبى
"شغل يا عم الدى جى"
  ابتدت بحجرين على الشيشة و العجوز سلف حسام عكازه يقسم بيه
 و قعدنا نرقص و نرقص و نرقص لغاية لما شطبوا
و احنا مروحين أندرو استعجب على حال الناس دى و قال : هما دول الناس اللى عايشين يا جدعان
فسئلت فى نفسى "تفتكر هما دول فعلاً الناس اللى عايشين؟!"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق