هناك من يتاجر بالشك و هناك من يتاجر بالايمان و على كلا تبقى الاساليب رخيصة و الارباح عالية
_________
عاد مارتن من السفر بعد 11 عام
متشوقاً الى رؤية مسقط رأسه ، مدينتة التى تربى و كبر فيها
متشوقاً أن يرى التغيرات الطارئة على احوال
الاشياء و الاشخاص
و ايضا يشتاق لرؤية صديقة ريك الذى صار و فجأة من كبار الواعظيين فى كليفورنيا
هو يعرف ريك جيدهً فقد كبرا معاً و يعرف سلوكه و طباعه لا شك ان تحوله الى واعظ بالمدينة أمر قد تطلب طفرة من التغيير
فكيف حدث ذلك التغيير!! ،هل وجد المسيح كما يقولون؟، هل غير قلبه وحياته؟ هل هذا حقاً موجود
يصل مارتن الى المدينة و يتصل بريك كى يخبره بانه يريد لقاءه
______
ريك : الوو مرحباً من المتحدث
مارتن : هذا انا يا ريك صديقك مارتن
ريك : مارتن اووه مارتن عفوا لم انتبه لرقم المتصل ،هل وصلت الى المدينة
مارتن : نعم ريك قد وصلت منذ أمس و متشوق لرؤيتك صديقى
ريك : حسنا عزيزى لدى اجتماع فى كنيسه السماء سأنتهى منه فى الساعة التاسعة و من ثم نستطيع ان نلتقى بعدها فى مكاننا المعتاد البار القديم على اطراف المدينه أتذكره
"مارتن : نعم نعم اذكره و لكنى اود ..اود ان احضر احدى الاجتماعات التى تقودها هل يمكنك ان تصف لى اين تلك الكنيسة المدعوة "كنيسه السماء
ريك : بكل سرور يا صديقى انها كنيسة قد انشأت مؤخراً بجوار منزل العمة "جرانى" أتذكر تلك "النكدة" ،حيث التقاطع الاول مع شارع دانزى .
يسرنى حضورك و ليحفظ الرب خطاك
مارتن : حسنا ريك اشكرك و القاك هناك
______________ذهب مارتن الى الكنيسه و حضر الاجتماع
كم ابهره صوت التسابيح و الهليلويا و الاضواء و الحضور
"و لكن اكثر ما ابهره حقا تلك المعجزات التى تحدث فى صفوف المصليين ، كيف شفيت السيدة "واتنى" من سرطان الرئة "كما اعلنت
و كيف شفى الطفل "مايكل" من الصمم
!!و الاكثر تشويقاً تلك العجوز "ماتيلدا" كيف قد حررت من كرسيها المتحرك ، و اخذت تقفز امام الجميع
حقاً كان مارتن مسرور بتلك الاجواء و متشوق إلى أن يُحدث ريك بعد الاجتماع ليخبره بما حدث معه
يشعر مارتن انه قد تحرر اليوم من القلق و قد امتلأ بسلام عجيب
لابد ان خلفه "روح الله" الذى لمس "ريك "من قبل و جعله خادم للرب
____________________
انتهى الاجتماع و جلسا الصديقان على البار يرشفان زجاجة الفوتيكا و يتحدثان
مارتن : اذا رائع هو ما حدث اليوم
ريك : ماذا حدث اليوم
مارتن : اولائك الناس الذين حُرروا من اسقامهم
يبتسم ريك ابتسامه خفيفه
مارتن : ماذا هناك لما تبتسم
!!ريك : اتظن حقاً ان ما رئيته داخل قاعة الكنيسة حقيقى
مارتن : ماذا
ريك : يقتضى الامر فقط القليل من البراعة و الكثير من الايحاء
مارتن : لست افهم شيئا!! ، انت اليوم واحد من اكبر وعاظ كاليفورنيا، كيف يصير هذا معك بدون لمسة من الرب
ريك : يا صديقى لا تحتاج الى لمسات كل ما تحتاجه هو ان تحفظ القليل من الايات و الكثير من التراتيل و تقلد اسلوب كبار الوعاظ مثلا بنى هن و ستارتر و حينما تتقنه تكون معداً للانطلاق ، كى تحصول على دولارات اؤلائك المغفليين
مارتن : لا افهم و ماذا عن المعجزات التى حدثت داخل القاعة
الطفل مايكل و العجوز ماتيلد
ريك : لا تذكرنى بتلك الشمطاء ماتيلد كانت تصر أن لا تصعد الى ساحه القاعه الا بعد زياده راتبها ل 2000 دولار تبا لها.
مارتن : ماذا تعنى هل تقصد ان كل هذا ضرباً من الوهم
ريك : انت تقول
مارتن : الا تخشى من عقاب الله
ريك : و هل الله موجود ؟
ينفعل مارتن و يجيب : نعم موجود
ريك: اذا لما يترك كل هؤلاء الناس يخدعون ؟
فيصمت مارتن للحظات و هو ينظر الى ريك
فيقطع ريك صمته قائلا
انظر الى تلك الحلوه التى تقف على الجانب الاخر من الرصيف
هل احجزها لنا الليله
مارتن يسحب سيجارة من علبته و يشعلها
: لا ريك انى منهك تلك الليله و اود الذهاب
ريك : حسنا سأحجزها لنفسى فقط تلك الليله طلما اصبحت نكد لا تود احياء ذكرياتنا فى المدينة
يترك "ريك" المقعد و يذهب نحو الفتاة
ريك : مرحبا حلوتى كيف الحال
الفتاه : مرحبا
ريك : هل تودين توصيله الى المنزل
الفتاه : كم ستدفع
ريك : 300
الفتاه :500
ريك : حسنا
الفتاه : نصفهم مقدم
ريك : حسنا حسنا خذى هذة ال 250 وهيا لنذهب الان سأشعل نارك
الفتاه : بل انت الذى ستأتى معى سيدى انت مقبوض عليك بتهمة طلب الدعارة لك الحق ان تلتزم الصمت او تستدعى محاميا
تدير الفتاه ريك و تضع الاكبال فى يديه
ريك : الا تدرين من انا
الفتاه : اعرفك جيدا ايها المحتال و الان هيا امامى
يذهب ريك الى مقر الشرطة و فوراً ينتشر الخبر و و تنشر الصور و تعلوا المانشيتات
(يحرر الزناة صباحا و ينضم لهم مساءا )
(و سقط القناع عن الواعظ ))
و هكذا انتشر الخبر فى كل المدينه و خارجها
__________________
خرج ريك بكفاله و ذهب الى منزله ليحضر فى هدوء ما سيقوله للجماهير الغافرة التى اعتادت ان تأتى اجتماع الاحد
انها صيدة لا يمكن ان تفلت من يدية
يخشى حقا ان تنتقص غنائمه دولارا واحدا و يخشى ان يؤثر الخبر على عدد الحشود القادمة
و على عكس توقعاته فقد كانت حشود الناس اكثر من كل مرة
جميعهم اتوا كي ينظروا ماذا سيقول الواعظ و بما سيدافع عن نفسه
بعضهم ينتابه الفزع فى ان يكون قد خُدع و ان احداً لن يحرر
يدخل الواعظ الى القاعة فيسود القاعة صمتاً و ترقُب
ينظر الى الجماهير دون ان ينطق بكلمة
يجلس على البيانو خاصته
"و يعزف مقطوعة الصلاة "سامحنى
يردد مع الموسيقى
: سامحنى يا ابتاه قد اخطأت قدام السماء و امامك سامحنى كم عصيت ناسياً نعمة فدائك
ثم يبدأ بالبكاء فيبكى معه جميع الحضور
و هكذا استمر حال الاجتماع بعض الترانيم و مزيد من البكاء لم يختلف عن باقى الاجتماعات، فقط تم تغير روتينه من "الفرح بالخلاص" الى "التوبة من "جديد
_____
فى نهايه الاجتماع وقف الواعظ امام الجماهير و قد ظهر على وجهه الابتسام
قائلا بصوت عالى : يا قوم قد حررنى المسيح اليوم و غسلنى الروح مجددا اشعر الان انى طليق و الروح يخبرنى بأننى استطيع ان اتوسع فى الخدمه منذ اليوم و قد عاهدته على ذلك
هاتوا الى تبرعاتك كى تصل كلمة الروح الى جميع مدن العالم هيا لا تبخلوا بشىء
__
سرعان ما دفعت الدولارات و الشيكات الى صناديق الاجتماع
( فضحك الواعظ قائلا فى نفسه يا الهى كم انا بارع فى هذا )

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق