تأمل الوالد الساعه منتظرا عودة ابنه العاصى كى يأدبة بعد ان وصلت شكوى للوالد من كاهن الكنيسة يعاتبه فيها على سلوك الابن "الغير ملتزم" و يحذرة فيها من "اراءه الهرطوقية" التى تخالف التعاليم الكنسية القويم .. مذكرا الوالد بأن لرجال الكهانوت سلطة الحل و الربط و ان غضبهم من غضب السماء و لكن رجال الكنيسة صبروا على ابنه و صلوا من اجله خشية ان يكون قد تملك منة شيطان ارعن يقوده الى "افكار غريبة" " وطرق ضالة" و اكد الكاهن على الوالد ضرورة القيام بدوره التأديبى حيث ان الامثال تقول : "العصا لظهر ناقص الفهم " و "من يمنع عصاه يمقت ابنه و من احبه يطلب له التأديب "
____________________________________
استشاط الوالد غضبا و غيظا حيث انه كان يعرف عنه مدى التزامه فى ممارسة الشعائر و تذمتة بالطقوس و كيف كان وقتها طيعا كطفل بين يدى الكهنة يخشى الخروج من تحت عبائتهم الرفرافه الرحبه فيسكبون عليه جام من العطور المقدسة و المحبة الوافر .
كان ذلك قبل يصاب بالشلل فى يوما مشئوم بالماضى تجمعت فيه كوارثا عدة أدت الى استلقائه على الكرسى المتحرك طوال الخمسة عشر عاما الاخيره .
كان ذلك قبل يصاب بالشلل فى يوما مشئوم بالماضى تجمعت فيه كوارثا عدة أدت الى استلقائه على الكرسى المتحرك طوال الخمسة عشر عاما الاخيره .
و اليوم يأتى ابنه العاق ليشوه كل ما عرف به الوالد و اشتهر .. اى ذنبا قد ارتكب حتى يمس الشيطان نسله مخلفا خطيئه و غضب !!
_______________
أقترب الوالد بكرسيه المتحرك من باب الشقة فور سماع صوت وقع اقدام الابن على السلالم ثم فتح الوالد الباب ليستقبل أبنه بوجه كشورا مكتظ بالغضب .
الابن : مرحبا !! ماذا هناك ؟
الوالد : أين كنت ؟
الابن : مع بعض من اصدقائى !! لماذا ؟
الوالد : و من هم اصدقائك ؟
الابن : لما كل تلك التساؤلات ؟!
الوالد : لقد راسلنى كاهن كنيستنا اليوم
الابن : حسنا
الوالد : اخبرنى مع من تسير و لمن تسمع و من يحفزك على ترك كنيستك و من يشجعك على سب الكهنة الا تخشى غضب الله الا ترهب لعنته
الابن "فى انفعال" : و ماذا رئينا منه سوى اللعنات و ماذا جلب كهنته سوى البؤس ؟؟
الوالد "فى رهبه" : اخرس ماذا تقول ؟ ايها الشيطان اللعين اعلم انك الذى تتحدث الان بداخله "بأسم الرب و قديسيه و ملائكته "
الابن فى نبره حاده : كفى كفى كفى كفاك اوهاما
الابن : الم تكتفى بعد هل تظن ان احدا يرى و يسمع و يهتم ؟
: فقدت عملك و زوجتك و اصبت بالشلل و مازلت تتوهم
: اليست مشيئة الرب على كلمة الكاهن الذى رشح لك تلك المرأه التى هجرتنا
: الم يكن فى انتقالنا من هذا المكان الكئيب ما يمكن ان يغير محور الاحداث .. و لكنك بقيت أستمعت لهم كالعاده و بقيت فقد كنت زبونهم السخى الذى يغرق الكنيسه بأموال التبرعات .. اخبرنى هل زارك احدهم و باركك منذ ان فقدت عملك هل رئيتهم منذ خمسة عشر عام ؟!
_________________
يبصق الوالد فى وجه الابن و يصرخ فيه : ايها الشيطان ايها اللعنه لا اريدك تحت سقفى بعد الان
يمسح الابن بكفه وجهه : هذا ما كنت انويه ان اتركك لتعاستك و اوهامك و سأفعلها الان .
الوالد : فليلاحقك غضب الرب
الابن فى سخريه : ها ها ان كان موجودا
________________________
يترك الابن الوالد مصدوما بعد ان وضع فى عقله فرضية عدم وجود الله .
يذهب الابن الى غرفته و يجهز ملابسه استعدادا للرحيل بينما الافكار تتلاحق فى عقل الوالد كسيول لا تتوقف .
يدخل الوالد الى الغرفه التى تحوى كتبه المقدسه و يبدأ فى البحث عن علامات .
: "ويل لذلك الرجل الذى به يسلم ابن الانسان كان خيرا لهذا الرجل لو لم يولد "
" ما جئت لالقى سلاما بل سيفا " " جئت لأفرق الانسان ضد ابيه و الابنة ضد امها " " و اعداء الانسان اهل بيته"
" من احب ابنا او ابنة اكثر منى فلا يستحقنى "
________
ربما هى معصيه ان يولد هذا الابن ربما ندرت فى طفولتى لدير ما او كنيسة و كانت ولادته حنسا بالندر فكانت شرا
ربما كان مولود الافعى فقد ولد فى اليوم السادس من الشهر السادس فى السنه
ربما هو السبب فى هروب والدته ربما قتلها منذ خمسة عشر عاما
يا الهى يا الهى اليوم قد تم الثلاثين من عمره و سيخرج ليعبث بالعقول كما عبث بعقلى و يضل الكثيرين
يا الهى اعطينى قوة مخائيل رئيس ملائكتك كى اهزم الشرير
__________
يتقدم الوالد نحو البندقيه المعلقه على الحائط و يصارع كى يصل اليها و بعد محاولات استطاع ان يلتقطها و قد سقط من كرسيه المتحرك
يتساند الوالد حتى يعتلى الكرسى مجددا و قد اعتله و شد على البندقيه و تقدم نحو باب الشقه حيث خرج الابن و مع شنطة ملابسه
لم يلحق ان ينطق بكلمه حتى اعادته رصاصه من البندقيه مطروحا الى الغرفه .
اغلق الوالد باب الغرفه على الابن و اخد يمسح اثر دم الابن من على عينيه ثم بحث بتوتر عن اداة تحكم التلفاز عن بعد
عثر عليها و اشعل التلفاز مقلبا فى القنوات الدينيه المنسقه فأستوقفته ترنيمه تذاع فى احداها بعنوان " الله موجود "
أسترخى الوالد و شكر الرب على علامات السماء !!
___________________________________________________________________
M.T
يا الهى يا الهى اليوم قد تم الثلاثين من عمره و سيخرج ليعبث بالعقول كما عبث بعقلى و يضل الكثيرين
يا الهى اعطينى قوة مخائيل رئيس ملائكتك كى اهزم الشرير
__________
يتقدم الوالد نحو البندقيه المعلقه على الحائط و يصارع كى يصل اليها و بعد محاولات استطاع ان يلتقطها و قد سقط من كرسيه المتحرك
يتساند الوالد حتى يعتلى الكرسى مجددا و قد اعتله و شد على البندقيه و تقدم نحو باب الشقه حيث خرج الابن و مع شنطة ملابسه
لم يلحق ان ينطق بكلمه حتى اعادته رصاصه من البندقيه مطروحا الى الغرفه .
اغلق الوالد باب الغرفه على الابن و اخد يمسح اثر دم الابن من على عينيه ثم بحث بتوتر عن اداة تحكم التلفاز عن بعد
عثر عليها و اشعل التلفاز مقلبا فى القنوات الدينيه المنسقه فأستوقفته ترنيمه تذاع فى احداها بعنوان " الله موجود "
أسترخى الوالد و شكر الرب على علامات السماء !!
___________________________________________________________________
M.T

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق