أن تكون دجالا كمهنة ليس هناك أسهل منها في تلك القرية الفقيرة، والتي
يعاني أهلها من أمراض الفقر والجهل والجوع، فقط عليك أن تتقن بعض من لزمات
“الأشتاتا” “أشتوت”، وترتدي ثوبا مبهرجا وتحمل سبحة مزخرفة تطلق معها لحية
مصبوغة بالأبيض، كإضافة لبهار ديني على طبق الشعوذة وسيبلعه الكل.
فاغتاظ محروس وأخرج بندقيته من تحت الثياب وصوبها على رأس الشيح مبروك وقال مهددا : لع برتكوش هيحبلني بسائل الزنهوري ودلوقتي
فرد الشيخ مرعوبا وهو يحاول أن يبلع ريقه: مممانت مش فاهم أصلك يا محروس .. برتكوش مبيعطيش السائل ده غير للستات بس
فنفخ محروس كثور هائج وقال زاعقا: عليا الطلاق لطلّع تلاتة ميتينه لو محبلنيش بالسائل دلوقتي.. قوله حاجة يا شيخ بدل ما أضغط على الزناد
الشيخ وقد خُلع قلبه خوفا : لأ لأ لأ .. خلاص برتكوش هيعطيك السائل خلاص أهوه جيه
وأنطفأ النور مجددا.
في الأيام اللاحقة كانت قد تبدلت نوعيات زبائن الشيخ مبروك ممن يعانون مشكلة محروس في الزيجات خارج القرية وبعد مدة قصيرة اختفى الشيخ مبروك من القرية تماما ولم يُسمع عنه شيئا!!
M.T
أن تكون دجالا كمهنة ستعطيك الكثير من الامتيازات، وفي الواقع
أنه امتياز واحد يفتح أمامك كل الأبواب تقريبا، ففي أن تملك السيطرة
الروحية على الناس باعتبارك من ذوي الكرامات ما يمهد لك سبلا لم تكن لتحلم
بها، من جاه ومال وعلاقات ووسطات، وحتى لو أردت ستكون زير نساء ولو لم تكن
تملك أي مؤهل لذلك أو حتى أي عامل من عوامل الجذب. وهذا ما وقع بالفعل في
قريتنا الفقيرة.
إذ كانت معظم نساء القرية تعاني من تأخر في الولادة، وقد
كانت تلك قضية تأرق القرية جميعها، فكل رجل من رجال القرية يرغب بولد يكون
سنده وظهره ويحمل من بعده هم الأرض والقراريط، وكل سيدة من سيداتها ترغب في
أن ترضي زوجها وتفرحه بالعيال وتربطه بهم إلى جوارها، ولما تأخر ذلك
أقنعهم الشيخ “مبروك” بمهارته أن التأخير سببه عمل سفلي جهنمي أزرق لن يحله
حلّال سوى سائل الزنهوري السحري للجني “برتكوش” السابع عشر، وبينما كان
رجال القرية مشغولون بزراعة الأراضي كانت النساء ترف على الشيخ “مبروك”
لنوال ذلك الترياق العجيب، فكان الشيخ يضرب في الجمر وينفخ في الدخان
ويستدعي روح “برتكوش” السابع عشر حتى إذا حضر بدأت العملية، وينبغي أن لا
تبدأ إلا في الظلام، حيث أن “برتكوش” لم يكن يحب الضوء قط، والنساء اللواتي
انتظرن الشيخ على باب الحجرة، كن يسمعن صوت آهات زميلتهن التي سبقتهن في
الدخول، فتنقبض قلوبهن خوفا وإشفاقا، ولكن ما أن ينتهي “برتكوش” من مهمته،
ويحبّل الزبونة بسائل الزنهوري حتى تنطلق من الداخل زرغوطة تبتهج لها
القلوب وتقبلن المزيد من النساء وتتزاحمن على باب الغرفة وكانت العمليات
جميعها ناجحة.
في يوم زارت الشيخ منتقبة وجلست أمامه ومضى هو يحضر طقوس استدعاء “برتكوش” حتى جاء وانطفأ النور. لم تمض لحظات حتى انتفض الشيخ مبروك مجزوعا من وسط إلهامه وأضاء النور بسرعة وأمر المنتقبة بأن تكشف عن وجهها وفعلت وإذ بالشيخ يصعق : ولا يا محروس!! .. لابس كده ليه وبتعمل إيه هنا يا ولا؟!
محروس : أنا جيلك يا سيدنا واقع في عرضك.. عايزك تحمّلني من السائل الزنهوري ده بتاع سي برتكوش.. علشان متجوز على مراتي إتنين من بلاد تانيه.. ومينفعش اجيبهم حداك هنا لا تبقى وقعتي مقندله!!
الشيخ مبروك: إمشي من هنا يا محروس “برتكوش” مش فاضيلكفي يوم زارت الشيخ منتقبة وجلست أمامه ومضى هو يحضر طقوس استدعاء “برتكوش” حتى جاء وانطفأ النور. لم تمض لحظات حتى انتفض الشيخ مبروك مجزوعا من وسط إلهامه وأضاء النور بسرعة وأمر المنتقبة بأن تكشف عن وجهها وفعلت وإذ بالشيخ يصعق : ولا يا محروس!! .. لابس كده ليه وبتعمل إيه هنا يا ولا؟!
محروس : أنا جيلك يا سيدنا واقع في عرضك.. عايزك تحمّلني من السائل الزنهوري ده بتاع سي برتكوش.. علشان متجوز على مراتي إتنين من بلاد تانيه.. ومينفعش اجيبهم حداك هنا لا تبقى وقعتي مقندله!!
فاغتاظ محروس وأخرج بندقيته من تحت الثياب وصوبها على رأس الشيح مبروك وقال مهددا : لع برتكوش هيحبلني بسائل الزنهوري ودلوقتي
فرد الشيخ مرعوبا وهو يحاول أن يبلع ريقه: مممانت مش فاهم أصلك يا محروس .. برتكوش مبيعطيش السائل ده غير للستات بس
فنفخ محروس كثور هائج وقال زاعقا: عليا الطلاق لطلّع تلاتة ميتينه لو محبلنيش بالسائل دلوقتي.. قوله حاجة يا شيخ بدل ما أضغط على الزناد
الشيخ وقد خُلع قلبه خوفا : لأ لأ لأ .. خلاص برتكوش هيعطيك السائل خلاص أهوه جيه
وأنطفأ النور مجددا.
في الأيام اللاحقة كانت قد تبدلت نوعيات زبائن الشيخ مبروك ممن يعانون مشكلة محروس في الزيجات خارج القرية وبعد مدة قصيرة اختفى الشيخ مبروك من القرية تماما ولم يُسمع عنه شيئا!!
M.T


.jpg)
.jpg)


