الأربعاء، 19 يونيو 2013

الشيخ مبروك وسائل الزنهوري

أن تكون دجالا كمهنة ليس هناك أسهل منها في تلك القرية الفقيرة، والتي يعاني أهلها من أمراض الفقر والجهل والجوع، فقط عليك أن تتقن بعض من لزمات “الأشتاتا” “أشتوت”، وترتدي ثوبا مبهرجا وتحمل سبحة مزخرفة تطلق معها لحية مصبوغة بالأبيض، كإضافة لبهار ديني على طبق الشعوذة وسيبلعه الكل.
أن تكون دجالا كمهنة ستعطيك الكثير من الامتيازات، وفي الواقع أنه امتياز واحد يفتح أمامك كل الأبواب تقريبا، ففي أن تملك السيطرة الروحية على الناس باعتبارك من ذوي الكرامات ما يمهد لك سبلا لم تكن لتحلم بها، من جاه ومال وعلاقات ووسطات، وحتى لو أردت ستكون زير نساء ولو لم تكن تملك أي مؤهل لذلك أو حتى أي عامل من عوامل الجذب. وهذا ما وقع بالفعل في قريتنا الفقيرة.
 إذ كانت معظم نساء القرية تعاني من تأخر في الولادة، وقد كانت تلك قضية تأرق القرية جميعها، فكل رجل من رجال القرية يرغب بولد يكون سنده وظهره ويحمل من بعده هم الأرض والقراريط، وكل سيدة من سيداتها ترغب في أن ترضي زوجها وتفرحه بالعيال وتربطه بهم إلى جوارها، ولما تأخر ذلك أقنعهم الشيخ “مبروك” بمهارته أن التأخير سببه عمل سفلي جهنمي أزرق لن يحله حلّال سوى سائل الزنهوري السحري للجني “برتكوش” السابع عشر، وبينما كان رجال القرية مشغولون بزراعة الأراضي كانت النساء ترف على الشيخ “مبروك” لنوال ذلك الترياق العجيب، فكان الشيخ يضرب في الجمر وينفخ في الدخان ويستدعي روح “برتكوش” السابع عشر حتى إذا حضر بدأت العملية، وينبغي أن لا تبدأ إلا في الظلام، حيث أن “برتكوش” لم يكن يحب الضوء قط، والنساء اللواتي انتظرن الشيخ على باب الحجرة، كن يسمعن صوت آهات زميلتهن التي سبقتهن في الدخول، فتنقبض قلوبهن خوفا وإشفاقا، ولكن ما أن ينتهي “برتكوش” من مهمته، ويحبّل الزبونة بسائل الزنهوري حتى تنطلق من الداخل زرغوطة تبتهج لها القلوب وتقبلن المزيد من النساء وتتزاحمن على باب الغرفة وكانت العمليات جميعها ناجحة.
في يوم زارت الشيخ منتقبة وجلست أمامه ومضى هو يحضر طقوس استدعاء “برتكوش” حتى جاء وانطفأ النور. لم تمض لحظات حتى انتفض الشيخ مبروك مجزوعا من وسط إلهامه وأضاء النور بسرعة وأمر المنتقبة بأن تكشف عن وجهها وفعلت وإذ بالشيخ يصعق : ولا يا محروس!! .. لابس كده ليه وبتعمل إيه هنا يا ولا؟!
محروس : أنا جيلك يا سيدنا واقع في عرضك.. عايزك تحمّلني من السائل الزنهوري ده بتاع سي برتكوش.. علشان متجوز على مراتي إتنين من بلاد تانيه.. ومينفعش اجيبهم حداك هنا لا تبقى وقعتي مقندله!!
الشيخ مبروك: إمشي من هنا يا محروس “برتكوش” مش فاضيلك
فاغتاظ محروس وأخرج بندقيته من تحت الثياب وصوبها على رأس الشيح مبروك وقال مهددا : لع برتكوش هيحبلني بسائل الزنهوري ودلوقتي
فرد الشيخ مرعوبا وهو يحاول أن يبلع ريقه: مممانت مش فاهم أصلك يا محروس .. برتكوش مبيعطيش السائل ده غير للستات بس
فنفخ محروس كثور هائج وقال زاعقا: عليا الطلاق لطلّع تلاتة ميتينه لو محبلنيش بالسائل دلوقتي.. قوله حاجة يا شيخ بدل ما أضغط على الزناد
الشيخ وقد خُلع قلبه خوفا : لأ لأ لأ .. خلاص برتكوش هيعطيك السائل خلاص أهوه جيه
وأنطفأ النور مجددا.
في الأيام اللاحقة كانت قد تبدلت نوعيات زبائن الشيخ مبروك ممن يعانون مشكلة محروس في الزيجات خارج القرية وبعد مدة قصيرة اختفى الشيخ مبروك من القرية تماما ولم يُسمع عنه شيئا!!

M.T

السبت، 12 يناير 2013

الواعظ


هناك من يتاجر بالشك و هناك  من يتاجر بالايمان و على كلا تبقى الاساليب رخيصة و الارباح عالية 

_________
عاد مارتن من السفر بعد 11 عام 
متشوقاً  الى رؤية مسقط رأسه ، مدينتة  التى تربى و كبر فيها
 متشوقاً أن يرى التغيرات الطارئة على احوال 
الاشياء و الاشخاص 
 و ايضا يشتاق لرؤية صديقة ريك الذى صار و فجأة من كبار الواعظيين فى كليفورنيا 
 هو يعرف ريك جيدهً فقد  كبرا معاً و يعرف سلوكه و طباعه لا شك ان تحوله الى واعظ بالمدينة  أمر قد تطلب طفرة من التغيير
   فكيف حدث ذلك التغيير!! ،هل وجد  المسيح كما يقولون؟، هل غير قلبه وحياته؟ هل هذا حقاً موجود 
يصل مارتن الى المدينة  و يتصل بريك كى يخبره بانه يريد لقاءه
______
ريك : الوو مرحباً من المتحدث
مارتن :  هذا انا يا ريك صديقك مارتن   
 ريك : مارتن اووه مارتن عفوا  لم انتبه لرقم المتصل ،هل وصلت الى المدينة
مارتن : نعم ريك قد وصلت منذ  أمس و متشوق  لرؤيتك صديقى
ريك : حسنا عزيزى لدى اجتماع فى كنيسه السماء سأنتهى منه فى الساعة التاسعة و  من ثم نستطيع ان نلتقى بعدها   فى مكاننا  المعتاد البار القديم على اطراف المدينه  أتذكره
"مارتن : نعم نعم اذكره و لكنى اود ..اود  ان احضر احدى الاجتماعات التى تقودها هل يمكنك ان تصف لى اين تلك الكنيسة المدعوة "كنيسه السماء
ريك : بكل سرور يا صديقى انها كنيسة قد انشأت مؤخراً  بجوار منزل العمة "جرانى" أتذكر تلك "النكدة" ،حيث   التقاطع الاول مع شارع دانزى .
يسرنى حضورك و ليحفظ الرب خطاك
مارتن : حسنا ريك  اشكرك و  القاك هناك
______________ذهب مارتن الى الكنيسه و حضر  الاجتماع
كم ابهره صوت التسابيح و الهليلويا و الاضواء  و الحضور  
"و لكن اكثر ما ابهره حقا   تلك المعجزات التى تحدث فى صفوف المصليين ، كيف شفيت  السيدة "واتنى" من سرطان  الرئة "كما اعلنت
و كيف شفى الطفل "مايكل" من الصمم
!!و الاكثر تشويقاً تلك العجوز "ماتيلدا" كيف قد حررت من كرسيها المتحرك ، و اخذت تقفز امام الجميع  
حقاً  كان مارتن مسرور  بتلك الاجواء  و متشوق إلى أن يُحدث ريك بعد الاجتماع ليخبره بما حدث معه
يشعر مارتن انه قد تحرر اليوم من القلق  و قد امتلأ بسلام عجيب
لابد ان خلفه "روح الله"  الذى لمس "ريك "من قبل و جعله خادم للرب
____________________
انتهى الاجتماع و جلسا الصديقان على البار يرشفان زجاجة الفوتيكا و يتحدثان
مارتن : اذا  رائع هو ما حدث  اليوم
ريك : ماذا حدث اليوم
مارتن  : اولائك الناس الذين حُرروا من اسقامهم
يبتسم ريك  ابتسامه  خفيفه
مارتن : ماذا هناك لما تبتسم
!!ريك : اتظن حقاً ان ما رئيته داخل قاعة الكنيسة  حقيقى
 مارتن : ماذا 
ريك : يقتضى الامر فقط القليل من البراعة  و الكثير من الايحاء
مارتن : لست افهم شيئا!! ، انت اليوم واحد من اكبر وعاظ كاليفورنيا، كيف يصير هذا معك بدون لمسة من الرب
ريك : يا صديقى لا تحتاج الى لمسات كل ما  تحتاجه هو ان تحفظ القليل من الايات و الكثير من التراتيل و تقلد اسلوب كبار الوعاظ مثلا بنى هن و ستارتر  و حينما تتقنه تكون معداً للانطلاق ، كى تحصول على دولارات اؤلائك المغفليين
 مارتن : لا افهم و ماذا عن  المعجزات التى حدثت داخل القاعة  
الطفل مايكل و العجوز ماتيلد
ريك :  لا تذكرنى بتلك الشمطاء ماتيلد كانت تصر أن لا تصعد الى ساحه القاعه   الا بعد زياده راتبها ل 2000 دولار تبا لها.
مارتن :  ماذا تعنى هل تقصد ان كل هذا ضرباً من الوهم
ريك : انت تقول
مارتن : الا تخشى من عقاب الله
ريك : و هل الله موجود ؟
ينفعل مارتن و يجيب : نعم  موجود
ريك: اذا لما يترك كل هؤلاء الناس يخدعون ؟
فيصمت مارتن للحظات و هو ينظر الى ريك
فيقطع ريك صمته قائلا
انظر الى تلك الحلوه التى تقف على الجانب الاخر من الرصيف
هل احجزها لنا الليله 
مارتن يسحب سيجارة من علبته و يشعلها 
: لا ريك انى منهك تلك الليله و اود الذهاب 
 ريك : حسنا سأحجزها لنفسى فقط تلك الليله طلما اصبحت نكد لا تود احياء ذكرياتنا فى المدينة
يترك "ريك" المقعد و يذهب نحو الفتاة
ريك : مرحبا حلوتى كيف الحال
الفتاه : مرحبا
ريك : هل تودين توصيله الى المنزل
الفتاه : كم ستدفع 
ريك : 300 
الفتاه :500
ريك : حسنا 
 الفتاه : نصفهم مقدم
ريك : حسنا حسنا خذى هذة ال 250 وهيا لنذهب الان سأشعل نارك 
الفتاه : بل انت الذى ستأتى معى سيدى انت مقبوض عليك بتهمة طلب الدعارة لك الحق ان تلتزم الصمت او تستدعى محاميا
 تدير الفتاه ريك و تضع الاكبال فى يديه
ريك : الا تدرين من انا
الفتاه : اعرفك جيدا ايها المحتال و الان هيا امامى
يذهب ريك الى مقر الشرطة و فوراً ينتشر الخبر و  و تنشر الصور و تعلوا المانشيتات 
(يحرر الزناة صباحا و ينضم لهم مساءا )
(و سقط القناع عن الواعظ )) 
و هكذا انتشر الخبر فى كل المدينه و خارجها
__________________
خرج ريك بكفاله و ذهب الى منزله ليحضر فى هدوء ما سيقوله للجماهير الغافرة التى اعتادت ان تأتى  اجتماع الاحد
انها صيدة لا يمكن ان تفلت من يدية
يخشى حقا ان تنتقص غنائمه دولارا واحدا و يخشى ان يؤثر الخبر على عدد الحشود القادمة
و على عكس توقعاته فقد كانت حشود الناس اكثر من كل مرة
جميعهم اتوا كي ينظروا ماذا سيقول الواعظ و بما سيدافع عن نفسه
بعضهم ينتابه الفزع فى ان يكون قد خُدع و ان احداً لن يحرر 
يدخل الواعظ الى القاعة فيسود القاعة  صمتاً و  ترقُب
ينظر الى الجماهير دون ان ينطق بكلمة
يجلس على البيانو خاصته 
 "و يعزف مقطوعة الصلاة "سامحنى
يردد مع الموسيقى
: سامحنى يا ابتاه قد اخطأت قدام السماء و امامك سامحنى كم عصيت ناسياً نعمة فدائك
ثم يبدأ بالبكاء  فيبكى معه جميع  الحضور 
و هكذا استمر حال الاجتماع بعض الترانيم و مزيد من البكاء لم يختلف عن باقى الاجتماعات، فقط تم تغير روتينه من "الفرح بالخلاص" الى "التوبة من "جديد 
_____
فى نهايه الاجتماع وقف الواعظ امام الجماهير و قد ظهر على وجهه الابتسام
قائلا بصوت عالى :  يا قوم قد حررنى المسيح اليوم و  غسلنى الروح مجددا  اشعر الان انى طليق و الروح يخبرنى بأننى استطيع ان اتوسع فى الخدمه منذ اليوم  و قد عاهدته على ذلك
هاتوا الى تبرعاتك  كى تصل  كلمة الروح الى جميع مدن العالم هيا لا تبخلوا بشىء
__
سرعان ما دفعت الدولارات و الشيكات الى صناديق الاجتماع
( فضحك الواعظ قائلا فى نفسه يا الهى كم انا بارع فى هذا )

الخميس، 10 يناير 2013

عبدة الشيطان


فى احدى حلقات  برنامج الحقيقة لوائل الابراشى قد تم استضافة مجموعة من مستمعى موسيقى الميتال و قد كتب فى تقرير المقدمة البرنامج ( مجموعات الميتال و عبادة الشيطان)
و بالغرم من ان الحلقة استنفذت ساعات يحاول   فيها هؤلاء الشباب ان يشرحوا للجمهور و المذيع ان الميتال ما هو الا نوع من انواع الايقاعات الموسيقية التى تعتمد على الالات المعدنية الثقيلة فى العزف كما انها مجرد نوع من الموسيقا الصاخبه  كالروك و غيره الا ان المذيع (وائل  الابراشى) كان يصر  بدون منطق ان  ينسب  الميتاليست لعبده الشيطان
هذا ما اود ان احدثكم عنه او يحدثكم عنه  المطرود القديم قدم الازل
فى الواقع عبادة الشيطان  لا تتعلق بشكل و ميكياج و تصفيفه شعر او مجموعة من الحلقان و الاوشمة و  خرم الجسد
بل ان عبادة الشيطان تشمل   ......
___________
هذا انا لوسيفار و هذا صوتى
ترونهم فى الكنائس و  غيرها
منهم من يستخدم مياه الرش و الصلبان و منهم الرقية الشرعية
يصرخ و يتلوى المصروعون بالروح  امامهم فيزداد مجدهم كرجال الله و يظن الكثيرين  انهم يحاربونى ولكن فى واقع الامر هم يتعبدون لى
نعم انها علاقه المنفعه المشتركه هكذا اتظاهر بالضعف امامهم و بالخضوع و هم يخضعون لى فيكتمل العرض و يزدادون شهرة و ثروة و نفوذ و اتوسع انا فى حصد الارواح المخدوعة
اروح من عبدت  انسان و رفعته الى مكانه الاله
ارواح من سيروا اجسادهم و افكارهم و عواطفهم و عقولهم طوعاً لشخص
ذئباً فى ثوب حملان
مشعوذ فى الزى الدينى
___________________________________
اوحى لهم بقتل الكفار فى كل مكان كى ترتفع كلمة الله على الارض
اصور لهم اله ضعيف يحتاج الى من يدافع عنه بالسلاح
انشر فى قلوبهم البغضة حتى اذا  افنوا سكان الارض و لم يجدوا من يقتلونه بعد  فيشرعون فى قتل انفسهم
نعم
انهم المجاهدون فى سبيل  الشيطان
أسود دعوة الشر
من يحصدوا لى الارواح بالمجان
اذا  احتسبنا الخطايا لكل مرتدى (كنيسه الشيطان) فى سان فرانسيسكو فلم يعد لى من  هؤلاء الفاشلين ارباحاً كما حققتها لى الحروب المقدسة بقيادة ادعياء الدين
نعم
انهم كهنتكم مشايخكم مجاهديكم عخاماتكم
هم عبدتى انا لوسيفار
و الجميع صار عبدة الشيطان.
_____________________________________
M.T

الأربعاء، 9 يناير 2013

الرجل الذى لعق عضوه


لُقب بن منذ طفولته بالدميم، وذلك بسبب قبح معالم وجهه، والتي أدت إلى انعزاله عن كل من حوله في مختلف المراحل الدراسية التي مر بها.
فكان "بن" وحيدًا بلا رفيقة تؤنسه وتحمل عنه وتشاركه كباقى زملائه الذي ظل يحقد عليهم خفية.
فهو مادة للسخرية إذا ما ظهر ومسببًا للفزع إذا ما قابلته أنثى.
وحتى حينما بدأ حياته العملية فشل في تكوين علاقات طبيعية مع زملائه في العمل وخاصةً الإناث منهم.

"بن المسكين" اليوم قد أتم الثلاثين من عمره ولا يزال يحتفل بيوم ميلاده على طريقته الخاصة، متخيلًا من نجمات البورنو رفيقات يقضي معهن ليلته يُمتع بهن نظره ويده تداعب ما تحت سرواله!.
شاهد منهن الألوف.. كن كحوريات الجنة بالنسبة له وتخيل أن يُجامع منهن المثنى والثلاث والرباع واحيانًا يتخطى بعقله المحرمات فيتخيل أنه يُجامع مئة فتاة في ليلة واحدة.

وذلك في ليلة الثلاثين من عمره وبينما كان ينتقل بين مشهدًا وآخر يزن الأحجام ويستشف المسام عبر شاشة الحاسوب لمح إعلانًا قد يغير حياته!!
(مطلوب مؤدى بورنو لفيلم جديد بطولة "جينا جيمسون" و"أدريانا سيج") وقتها قفز "بن" من الفرحة.
"هيا يا "بن" هذا ما تدربت عليه منذ سنين عدة"

لا يُميز "بن" سوى عضوه، والذى طالما أبهره رؤيته.. وما رآه أحد سواه، فيما عدا والدته حينما كانت تُحممه وقتما كان طفلًا.
فأقنع نفسه أن لا يتردد فى الاتصال بالرقم الملحق بالإعلان فأسماء الممثلات المعروضة تلك طالما استثار لهن عضوه وماذا قد يطلب منتجى البورنو غير العضو!.

وبالفعل قد أجرى "بن" المكالمة وأتفق على أن تتم المقابلة في اليوم التالي، (وأخيرًا يا "بن")
أستيقظ "بن" في الصباح التالي نشيطًا واستعد للمقابلة.
وحينما وصل إلى موقع التصوير قابله مساعد المخرج وفور أن رآه نفر من مظهره وقبل أن ينطق "بن" بكلمة صاح فيه مساعد المخرج ساخرًا: "أنت يا هذا أتظن أنك ستؤدي اختبار التمثيل؟! انصحك أن تذهب ولا تعود إلا إذا لعقت عضوك!!"

لم ينطق "بن" بل خرج من موقع التصوير مفكرًا في كلمات المساعد ومتخذًا إياها على محمل الجد،
قال في نفسه: "لعلها طريقة ما أو اختبار لمعرفة طول القضيب.. منتجى البورنو لديهم العجائب!!"
وصل "بن" مسرعًا إلى منزله وبدأ بالفعل في التدرب على لعق عضوه.

وبعد محاولات شاقة نجح في مهمة اللعق، بل وتقدم إلى مرحلة الـ "دييب سرووت" الكاملة وعاد مجددًا إلى موقع التصوير.
فقابله مرة آخرى مساعد المخرج قائلاً: "ما الذي أتى بك مجددًا؟
بن: لقد نجحت في لعق عضوي.
مساعد المخرج: ماذا؟!
بن: انتظر قليلًا.
بدأ "بن" في خلع سرواله
فصرخ مساعد المخرج: ماذا تفعل؟!!
وقتها كان "بن" يريه ما تمكن من إنجازه
مساعد المخرج: يا إلهي!! انتظر هنا قليلًا.

انطلق المساعد بسرعة لينادى المخرج نفسه، وعاد المساعد مع المخرج وطلب من "بن" أن يكرر ما كان يفعله، فعاد "بن" للعق عضوه من جديد.

المخرج: هذا رائع.. هذا مبدع.. أحضروا الكاميرات إلى هنا لابد أن نصور هذا.

طلب المخرج من "بن" أن يكرر فعلته أمام الكاميرات.
وفعلها "بن" للمرة الثالثة وأُخذ "الشوط" بواسطة الكاميرا.

المخرج: حسنًا تستطيع أن تذهب الآن
"بن" في قمة السعادة: إذا متى استطيع المجيء مجددًا للتصوير؟
المخرج: عن أي تصوير تتحدث؟
بن: الفيلم.

المخرج وقد ضحك ضحكة بغيضة: من أنت أيها الدميم حتى تظن أنك ستشارك في فيلمي!!
"بن" في شيء من التعاسة: ولكن أنت قد صورتني بالفعل!
زادت ضحكات المخرج: أيها الأحمق قد أخذت ذلك "الشوط" لأنه سيضيف حسًا كوميديًا إلى الفيلم فقط ليس لشيء آخر، ثم كيف لك أن تظن بأنك ستشارك فء فيلمء مهما فعلت؟ أنظر إلى وجهك فء المرآة يا رجل!!
صدم حينها "بن" وأيقن أنه لا علاج لحالته، ولكنه أكتشف طريقة جديدة لاستثارت نفسه.
M.T

الثلاثاء، 8 يناير 2013

معاناة أرستقراطية


انبارح قضينا عيدنا انا و اصدقائى من الشرابية فى مكان أرستقراطى فشيخ و لك ان تتخيل الانبهار اللى كنا فيه
"عالم تانى" "ناس رايقة" "هما دول اللى عايشين
____
اتجمعت انا و اصدقائى اندروا و حسام و حنا على قهوتنا فى الشرابية علشان نفكر هنروح فين .
كل واحد اقترح اقتراح فى اللى قال نتمشى فى شارع شبرا و فى اللى قال نطلع على الكورنيش و فى اللى قال نغير القهوة و نقعد على قهوة تانى فى المنطقة!!
قعدنا ساعتين نفكر و نسلى نفسنا بلعب الدومينو و لكن بلا جدوى
 "حسيت بالقلق من ان ممكن العيد يعدى من غير ما نلاقى حتة نخرج فيها ساعتها عصرت دماغى و افتكرت مكان كنت رحتوا من كام شهر "مكان سرى"
 بيتباع فيه البيرة بأسعار رخيصة وده اللى كان هممنى فى الموضوع
قعدت اتحايل على اصدقائى و قلتلهم على ضمانتى لو المكان معجبكمش خدوا اللى انتوا عايزينة منى
"الا الشرف طبعاً"
و بالفعل قومنا و رحنا للمكان اللى قلتلهم عليه
المكان عبارة عن جزئين جزء خارجى للمدخنين و فى اليوم ده تحديداً كان فاضى و قاعة داخلية و للأسف ممنوع فيها التدخين و ده كان سبب تكديرنا
المهم دخلنا القاعة الداخلية على حس حفلة و رقص وقتها ظهر على اصدقائى علامات الاندهاش
اخدنا طربيزة و طلبنا الطلبات من ضمنهم طلبى المعتاد أزازتين بيرة مشبرين
و تابعنا الاجواء فى المكان كان كل الناس  تقريباً بترقص على اغانى اجنبية و لفت نظرنا راجل عجوز بعكاز كان بيرقص و طاير من السعادة بشكل كوميدى فشخ
و شخص تانى كان محترف رقص ولا مايكل جاكسون بجلالتة قدره
الناس هناك كانوا من جنسيات و الوان مختلفة اختلفت حكاويهم و لكن اتفقوا على الرقص
من وقت للتانى اندروا و حنا كانوا بيخرجوا من القاعة علشان يدخنوا و انا كنت بحصلهم بعد ما اخلص كل أزازة بيرة
و الناس الموجودين كذلك بيخرجوا للتدخين و يرجعوا يكملوا احتفالهم
خرجت على اندرو و حنا لقيتهم بيتكلموا مع راجل ظهر من ملامحة انوا فى الخمسينات من العمر
أندرو بحكم مهنتوا كسائق أجرة بيعرف يفتح حوارات مع اى حد
و كان وقتها الراجل بيحكى انوا اتولد فى مصر من ام مصرية و اب ايطالى و عاش فى ايطاليا و رجع من خمس سنين
أندرو : طيب انت متجوز ؟
الرجل : لا انا مطلق
أندرو : يعنى عايش لوحدك
الرجل : لا انا عايش مع مامى بص انا بطلت شغل و قعدت مع مامى علشان هى ست كبيرة بس انا بشتغل كل حاجة فى البيت لوحدى بطبخ و بغسل و كل حاجة
أندرو : بس برضوا لما تبقى وسط أسرتك و مراتك هيبقى احسن
الراجل : بيتهيئلك بص انا اكبر منك و عارف احسن منك كدة لوحدك أريح بكتير
أندرو : ممكن هى واللهى بتبقى زى البطيخة يا تطلع حمرا يا تطلع ها
الرجل : يا تطلع صيفى هههههههههه
بعدها استأذن مننا الراجل و رجع للقاعة و احنا وقفنا شوية
حنا لأندروا : انا مسكت نفسى من الضحك بالعافية  لما قال انا عايش مع مامى
أندرو : دول يابنى عالم رايقة تلقية ده مثلاً عامل قرشين و بيصرف فيهم ولا فى دماغه اى حاجة "هاف فان" زى ما بيقولوا
يله ندخل
رجعنا القاعة لقينا حسام قاعد منشكح
سئلتوا : مالك يا حسام منشكح ليه شكل المكان عجبك
حسام   المكان لطيف و سكت شويه و قالى فى بنت وتكة عاوز اتعرف عليها قاعده هناك اهى
لمحتها بنظرة و لقيتها فعلاً زى ما حسام بيقول "وتكة" و ملامحها جميلة ولا الاميرات بس تحت عنيها سواد السنين
أنا : طيب يا حسام قوم اتعرف عليها و اتعامل المكان هنا اجتماعى فشخ
"و لكن حسام فضل قاعد فى مكانة بيبص عليها"
قعدنا شوية و سبناه و خرجنا تانى نشرب سجاير لقينا فى وشنا الراجل محترف الرقص و اللى اجزمنا من رقصوا انوا استحالة يكون مصرى طلع من أسيوط
فتح اندروا معاه الحوار و كلمنا عن المشاكل الطائفية اللى بتحصل فى اسيوط و ان قبل ما يسافر كان فى مشكلة فى قريته بين المسيحين و المسلمين و كان كلها ضرب نار و بعد ما خلصت بقوا الجيران المسلمين بيتخنقوا علشان يعزموه فى بيوتهم و بعد ما سافر بيومين بدأ الضرب تانى
و حكلنا انوا كان عايش فى تاكسس ولاية فى امريكا و رجع مصر علشان زهق
أندروا : حد يزهق من امريكا برضوا
الراقص : أنتوا ليه متخيلين ان امريكا سهلة يا شباب الحياة هناك صعبة صعبة كتير انا خسرت كل فلوسى هناك و رجعت من غير ما اعمل حاجة
أندرو : بس برضوا اسمها امريكا يعنى متلاقيش زبالة فى الارض ولا سواق ميكروباص يزنق عليك فى الشارع و انا اعرف ناس مصريين سافروا امريكا و عايشين مستريحين و مبسوطين هناك
"غالباً اندرو بيحب يحسس كل واحد بفشلوا"
الراقص : ده حقيقى بس مش زى ما انتوا فهمين امركيا فيها رشاوى و عليها مديونية بالمليارات للصين
أندرو : بس لسة ماسكة نفسها و فيها قرش حلو
الراقص : اها بس الحياة هناك عاوزه شغل شغل كتير
و استأذن الراقص و رجع للقاعة
فضلنا واقفين بعدها و خرج علينا راجل و ست لنفس الغرض "التدخين"
كانوا بيتكلموا عن يوم 25 يناير اللى جاى و "بيستبشروا" بأنقلاب عسكرى ممكن يحصل على  الاخوان
وقتها كنت رامى ودنى صراحة لأنى أخيراً  لقيت موضوع ممكن افتح حوار فيه
لكن للأسف قطع الحوار خروج "الوتكة" من القاعة بتطوح و فى ايديها أزازة بيرة و سيجارة
الوتكة : ايه يا جماعة مش هنروح
الراجل اللى معاهم : و انتى هتعرفى تروحى كده
الوتكة : هو انا كدة شربت حاجة طيب ده انا فى فرح سوزى شربت تكيلا بلا بلا بلا و بعدين كان فى شامانبا بلا بلا بلا و فى الاخر شربنا فوتيكا نوعها بلا بلا بلا
حولت "الوتكة" مجرى الحوار لأنواع الخمور اللى انا بحقد على اللى بيشربوها اساساً "حقد طبقى"
رجعنا للقاعة و لقينا حسام لسة منشكح
"الوتكة مشيت يا حسام"
قعدنا نتكلم بعدها شوية : "شايفين الاماكن النضيفة مش قهوة محى"
و قطع علينا الكلام الراجل العجوز صاحب العكاز الراقص
العجوز : انتى و انتى و انتى مش بترقصوا ليه
أندرو : مبنعرفش نرقص يا حج
العجوز : فى حد مبيعرفش يرقص انتى سيبى نفسك لمزيكا و هى هترقصك
حسام : طيب تعال اقعد معانا شوية يا حج و احنا نقوم نرقص
العجوز : حاضر حاضر
قعد معانا و أندرو بدأ التحقيق
أندرو : انت اسمك ايه بقى يا حج
العجوز : جونسون
أندرو : عاشت الاسامى يا حج جونسون و منين انت بقى؟
العجوز : من مصر
أندرو : بس انتا شكلك مش مصرى
العجوز : من المعادى
أندرو : منين من المعادى
العجوز : من شبرا
أندرو : منين من شبرا
العجوز : من السويس
أندرو : يعنى مش عاوز تقولى انت منين
العجوز : مش عارف انا منين
أندرو : فى حد ميعرفش هو منين
العجوز : انا معرفش انا منين
و ضحك ضحكة بريئة زى ضحكة الاطفال
حسام : طيب تشرب بيرة
العجوز : لا انا مش بشرب غير نص كوباية علشان انا تعبان
أندرو : طيب انت عندك كام سنة
العجوز : تدينى كام
أندرو : انا معرفش انت قول
العجوز : و انا كمان معرفش
أندروا : برضوا!!
و واصل العجوز الضحك و واصل أندرو التحقيق
أندرو : طيب انت متجوز يا حج جونسون
العجوز : لا أنا مش متجوز
أندرو : امال انت عايش ازاى
العجوز : انا عايش بالحب
وقتها عدت من جنبنا سيدة استوقفها العجوز و اتكلم معاها بالفرنسية
أندرو : الحق دول بيتكلموا فرنساوى
الست بص لأندرو و قالتلوا : انا كمان بتكلم عربى
أندرو سئلها : هو منين
السيدة : من فرنسا و عايش فى مصر
أندرو سئل تانى : هو عندوا كام سنة
العجوز : 78 سنة استريحتى
 قبل العجوز يد  السيدة و انصرفت
أندروا : الله يسهلوا  يا حج جونسون مقضيها انتا
كرر العجوز ضحكتة و سئل : انتى شغالة ايه بوليس؟
أندرو : لا انا شغال سواق تاكسى
العجوز فى قفشه مسرحية  : لا انتى شغالة سواقة
أندرو : بتشتغلنى يا حج جونسون طيب ورينى بطاقتك
العجوز : انتى عاوزه ورقة بطاقة
أندرو : أيوة
العجوز : مش معايا ورقة بطاقة
أندرو : لا لازم يبقى معاك بطاقة
العجوز : طيب خدى ورقة بطاقة
طلع العجوز من جيبه  شريط برشام من النوع اللى بيستخدم  لأغراض الدماغ العالية فى الاوساط الشبابية
 أندرو : اوبا انتا بتتكيف يا حج جونسون
العجوز : اه اه دى علشان العضم بتوجعنى
أندرو : اه سورى يا حج
و رد ليه شريط البرشام
و استكمل
: و انت عايش لوحدك على كدة ؟
العجوز تصنع البكاء : البابا بتاعى مات
و نحن و قد دخلت علينا حيلته : معلش يا حج جونسن
العجوز : و كمان الماما بتاعى مات
أندرو : لا حول الله معلش يا حج هما ماتو من امتى؟
عاد العجوز للضحك : من خمسيييين سنة
لحظتها مرت علينا سيدة أفريقية و اللحت علينا للرقص و شجعنا العجوز
حسام : اشطه طلما عاوزين يبقى هنفرجكوا على الرقص بس مش هنرقص على الاغانى دى
ذهب حسام لمسئول الموسيقى و طلب منوا يشغل اغانى شعبى
"شغل يا عم الدى جى"
  ابتدت بحجرين على الشيشة و العجوز سلف حسام عكازه يقسم بيه
 و قعدنا نرقص و نرقص و نرقص لغاية لما شطبوا
و احنا مروحين أندرو استعجب على حال الناس دى و قال : هما دول الناس اللى عايشين يا جدعان
فسئلت فى نفسى "تفتكر هما دول فعلاً الناس اللى عايشين؟!"


الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

الله موجود

 تأمل الوالد الساعه منتظرا عودة ابنه العاصى كى يأدبة بعد ان وصلت شكوى للوالد من كاهن الكنيسة يعاتبه فيها على سلوك الابن "الغير ملتزم" و يحذرة فيها من "اراءه الهرطوقية" التى تخالف التعاليم الكنسية القويم  .. مذكرا الوالد بأن لرجال الكهانوت سلطة الحل و الربط  و ان غضبهم من غضب السماء و لكن رجال الكنيسة صبروا على ابنه و صلوا من اجله خشية ان يكون قد تملك منة شيطان ارعن  يقوده الى "افكار غريبة" " وطرق ضالة" و اكد الكاهن على الوالد ضرورة القيام بدوره التأديبى حيث ان الامثال تقول : "العصا لظهر ناقص الفهم " و "من يمنع عصاه يمقت ابنه و من احبه يطلب له التأديب "  
____________________________________
استشاط الوالد غضبا و غيظا حيث انه كان يعرف عنه مدى التزامه فى ممارسة الشعائر و تذمتة بالطقوس و كيف كان وقتها طيعا كطفل بين يدى الكهنة يخشى الخروج من تحت عبائتهم الرفرافه الرحبه فيسكبون عليه جام من العطور المقدسة و المحبة الوافر .
 كان ذلك  قبل يصاب بالشلل فى يوما مشئوم بالماضى تجمعت فيه كوارثا عدة أدت الى استلقائه على الكرسى المتحرك طوال الخمسة عشر عاما الاخيره .
و اليوم يأتى ابنه العاق ليشوه كل ما عرف به الوالد و اشتهر .. اى ذنبا قد ارتكب حتى يمس الشيطان نسله مخلفا خطيئه و غضب !! 
_______________
أقترب الوالد بكرسيه المتحرك من باب الشقة فور سماع صوت وقع اقدام الابن على السلالم  ثم فتح الوالد الباب ليستقبل أبنه بوجه كشورا مكتظ بالغضب .
الابن : مرحبا !! ماذا هناك ؟
الوالد : أين كنت ؟
الابن : مع بعض من اصدقائى !! لماذا ؟
الوالد : و من هم اصدقائك ؟
الابن : لما كل تلك التساؤلات ؟!  
الوالد : لقد راسلنى كاهن كنيستنا اليوم
الابن : حسنا 
الوالد : اخبرنى مع من تسير و لمن تسمع و من يحفزك على ترك كنيستك و من يشجعك على سب الكهنة الا تخشى غضب الله الا ترهب لعنته  
الابن "فى انفعال" : و ماذا رئينا منه سوى اللعنات و ماذا جلب كهنته سوى البؤس ؟؟
الوالد "فى رهبه" : اخرس ماذا تقول ؟ ايها الشيطان اللعين اعلم انك الذى تتحدث الان بداخله "بأسم الرب و قديسيه و ملائكته "
الابن فى نبره حاده : كفى كفى كفى كفاك اوهاما 
الابن : الم تكتفى بعد هل تظن ان احدا يرى و يسمع و يهتم ؟
       : فقدت عملك و زوجتك و اصبت بالشلل و مازلت تتوهم
       : اليست مشيئة الرب على كلمة الكاهن الذى رشح لك تلك المرأه التى هجرتنا 
       : الم يكن فى انتقالنا من هذا المكان الكئيب ما يمكن ان يغير محور الاحداث .. و لكنك بقيت أستمعت لهم كالعاده و بقيت فقد كنت زبونهم السخى الذى يغرق الكنيسه بأموال التبرعات .. اخبرنى هل زارك احدهم و باركك منذ ان فقدت عملك هل رئيتهم منذ خمسة عشر عام ؟!
_________________
يبصق الوالد فى وجه الابن و يصرخ فيه : ايها الشيطان ايها اللعنه لا اريدك تحت سقفى بعد الان 
يمسح الابن بكفه وجهه : هذا ما كنت انويه ان اتركك لتعاستك و اوهامك  و سأفعلها الان .
الوالد : فليلاحقك غضب الرب
الابن فى سخريه : ها  ها  ان كان موجودا 
________________________
يترك الابن الوالد مصدوما بعد ان وضع فى عقله فرضية عدم وجود الله .
يذهب الابن الى غرفته و يجهز ملابسه  استعدادا للرحيل بينما الافكار تتلاحق فى عقل الوالد كسيول لا تتوقف .
يدخل الوالد الى الغرفه التى تحوى كتبه المقدسه  و يبدأ فى البحث عن علامات .  
: "ويل لذلك الرجل الذى به يسلم ابن الانسان كان خيرا لهذا الرجل لو لم يولد "
  " ما جئت لالقى سلاما بل سيفا "  " جئت لأفرق الانسان ضد ابيه و الابنة ضد امها " " و اعداء الانسان اهل بيته" 
 " من احب ابنا او ابنة اكثر منى فلا يستحقنى "  
________   
ربما هى معصيه ان يولد هذا الابن ربما ندرت فى طفولتى لدير ما او كنيسة و كانت ولادته حنسا بالندر فكانت شرا 
ربما كان مولود الافعى فقد ولد فى اليوم السادس من الشهر السادس فى السنه 
ربما هو السبب فى هروب والدته ربما قتلها منذ خمسة عشر عاما
يا الهى يا الهى اليوم قد تم الثلاثين من عمره و سيخرج ليعبث بالعقول كما عبث بعقلى  و يضل الكثيرين
يا الهى اعطينى قوة مخائيل رئيس ملائكتك كى اهزم الشرير
__________
يتقدم الوالد نحو البندقيه المعلقه على الحائط و يصارع كى يصل اليها و بعد محاولات استطاع ان يلتقطها و قد سقط من كرسيه المتحرك
يتساند الوالد حتى يعتلى الكرسى مجددا و قد اعتله و شد على البندقيه و تقدم نحو باب الشقه حيث خرج الابن و مع شنطة ملابسه
لم يلحق ان ينطق بكلمه حتى اعادته رصاصه من البندقيه مطروحا الى الغرفه .
اغلق الوالد باب الغرفه على الابن و اخد يمسح اثر دم الابن من على عينيه ثم بحث بتوتر عن اداة تحكم التلفاز عن بعد
عثر عليها و اشعل التلفاز مقلبا فى القنوات الدينيه المنسقه فأستوقفته   ترنيمه تذاع فى احداها  بعنوان " الله موجود "
أسترخى الوالد و شكر الرب على علامات السماء !!
___________________________________________________________________
M.T

    

 


الثلاثاء، 17 أبريل 2012

بدون عنوان



اتفقا على ان يلتقيا بجوار محطه المترو ليتخذوه متجهين الى التحرير
كان يوم من ايام المعارك الضاريه بين قوات الامن و الثوار
كانت تستخدم ضدهم كما المعتاد العديد و العديد من قنابل الغاز منتهيه الصلاحيه بالاضافه الى الخرطوش و بعضا من الرصاص الحى يطلقه القناصه بين حين و اخر
هو يخشى عليها اكثر من نفسه و لكنه لا يستطيع ان يمنعها او يمنع نفسه عن التضحيه فى سبيل الوطن
وصلا الى التحرير وسط سيل من الدخان السام و انعدام الرؤيه
نزع عنه كوفيته و استخدمها لتغطيه وجهها لعلها تحجب القليل من تأثير الغاز
طلبت منه ان تدخل فى جوله الى شارع محمد محمود
حيث موقع الصراع المباشر مع قوات الامن
حاول ان يمنعها و لكنها ظلت تصر
وقتها شد على يديها و انطلق معها الى هناك
صوت الفرقعات و تناثر اجزاء الخرطوش و سقوط الضحايا لم يرعبه
فهو قد قدم للاستشهاد على اى حال
و لكن ما كان يرعبه حقا فى ان تصاب هى وقتها سيظل معذبا طوال حياته
وقت تواجدهما هناك كاد ان يغشى عليها من رائحه الغاز و لكنه سرعان ما سندها على كتفه و فر بها الى منطقه اكثر نقاء من الغاز
تستعيد وعيها من جديد و تصر على الدخول مجددا
يحاول ان يقنعها بالرحيل و العوده فى وقتا لاحق حينما تهدىء الاجواء قليلا
و لكنها تنفعل فى وجهه متهمه اياه بالجبن
و ثم اخذت تبكى
فقد فقدت اخيها العام الماضى فى ذاك الموقع
دمعت عيناه ايضا فقد كان اخيها صديقه
و ثم تحول حزنه الى غضب  و ثوره و وافق ان يصطحبها مجددا
شد على كتفها و دخل بها
اثناء ذلك تم الهجوم من قبل الشرطه العسكريه و بعضهم يطلق رصاصا حى
تدافع حشد الناس فرا الى الخلف و افترقا هو و هى
بعدما رجع مسافه حاول ان يظل  ثابتا غرما عن التدافع ليبحث فى الوجوه عن وجهها
كان جسده كله ينتفض خوفا عليها
و اثناء بحثه شعر بوخزه فى معدته
و بدأ الالم يتزايد عليه
وضع يده مكان الالم و تفحصها فوجد انها امتلأت بالدماء
ابتدأ يشعر بالدوار و كاد ان يغشى عليه من الالم و لكنه قاوم حتى يجدها
و فى لحظه ما لمحها
راح ينادى عليها و صوته لا يكاد ان يصعد
استجمع قواه و نادى بصوت اعلى حتى رأته و توجهه اليه
و حينما رأها قادمه نحوه سرعان ما قام باخفاء اصابته بالجاكيت
و طلب منها الخروج قليلا فرفضت فشد ذراعها و اتجه بها الى خارج الشارع
بالصدفه تقابل مع صديق لهما
فهمس فى أذنه
فذعر الصديق و حاول ان يتكلم و لكنه وضع يده على فاه طالبا منه ان لا ينطق بكلمه
اصطحاباها الى محطه المترو ليوصلاها الى المنزل
و كانت تأبى الرحيل
وقتها انفعل و زعق فيها و سبها حتى ترحل
(كان ذلك غرما عنه و لكنه فعلها بأرادته !!)
فصمتت و مشيت بجوار الصديق و كان هو خلفهما
ركب الثلاثه المترو و هم فى حاله صمت
و كل منهم  متكلما فى  سره
هى : كيف يعاملنى بتلك الطريقه من يعتقد نفسه
الصديق : هل اخبرها ام اصمت كما اوصانى
ليتها تفهم قدر التضحيه
هو : فعلت حسنا الى الان لا اريدها ان تحزن على فراق جديد !!
اتت محطته فنزل دون ان يودعها
ظل واقفا و ظهره للقطار حتى رحل
كما حرص على ذلك
و ثم سقط هو ميتا .
M.T